للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أَبغضه وكرهه غاية الكراهة فتركه، أو قلاه في الهجر، وقَلِيَهُ في البغض.

(الْغَابِرِينَ): الباقين، من غبر بالمكان، غبورًا: أقام به، وقد يستعمل الغيور بمعنى المضي والذهاب، فهي في الشيءِ وضمه. (دَمَّرْنَا): الدمور والدمار والتدمير: الإهلاك.

[التفسير]

١٦٠ - ١٦٤ - ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (١٦٠) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٦١) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٦٢) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٦٣) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾:

لما قص الله تعالى على نبيه محمد خبر موسى وإبراهيم ونوح وهود وصالح تسلية له عما يلقاه من عنت قومه، قص عليه نبأ لوط مع قومه وتكذيبهم له وإيذاءِهم إِياه، ولقد كان قوم لوط من الشر بمكان خطير، كانوا يأْتون الرجال شهوة من دون النساء، ولا يستحون أَن يأْتوا في ناديهم هذا المنكر القبيح، وقد نصحهم لوط فأمرهم بتقوى الله وطاعته، وبين لهم قولًا وعملًا أنه لا يسألهم على تلك النصائح أجرًا، وإنما يبتغي الأَجر من رب العالمين، وقد سبق الكلام على مثل هذه الآيات في القصص السابقة.

١٦٥ - ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾:

قال لوط لقومه على سبيل التوبيخ والإِنكار: أتاتون الفاحشة مع الذكران من بني آدم، فلا حياء عندكم يمنعكم عن قريب أو غريب، كأن النساء أعوزتكم؟!

١٦٦ - ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ﴾:

وتتركون ما خلق الله لاستمتاعكم من أزواجكم الحلائل، قال الزمخشري:

(منْ أزْوَاجكُمْ): تبيين لما خلق الله، أو للتبعيض، ويراد بما خلق: العضو المباح منهن، فكأنهم كانوا يفعلون مثْل ذلك بنسائهم.

﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾: بل أنتم قوم معتدون مجاوزون الحد في جميع المعاصي، وهذا من أفحشها، أو متجاوزون حد الشهوة، فزدتم فيها على سائر الناس وعلى الحيوان.