لما ذُكر في سورة طارق خلق الإِنسان، وأُشير إِلى خلق النبات في قوله تعالى:(وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ) وذُكر هاهنا خلق الإِنسان في قوله تعالى: (خَلَقَ فَسَوَّى) وخلق النبات في قوله تعالى: (أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى) ناسب أَن يقرن بينهما.
[مقاصد السورة]
١ - تنزيه ذات الله الأَعلى، وصفاته، عما لا يليق بها (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى).
٢ - بيان الإِبداع فيما خلق -سبحانه- فجعله مستويًا في إِحكام وإِتقان، وقدر لكل شيءٍ خلَقه ما يصلحه، فهداه إِليه:(الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى).
٣ - توجيه العقول والأَبصار إِلى صنيع القدرة في إِخراج النبات من الأَرض التي تنشق عنه وتدُرجه من أَخضر نافع إِلى أَن يصير يابسًا أَسود وجعله رعيًا للدواب:(وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى).
٤ - إِخبار الرسول ﷺ بأَن الله سيقرئه القرآن فيحفظه ولا ينسى منه شيئًا إِلا ما شاءَ الله، وأَنه ﷺ ميسر لليسرى (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى * إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ … ) الآيات.
٥ - أَمْرٌ للرسول ﷺ أَن يُذَكِّر بالقرآن وبما يوحَى إِليه ليذَّكر من يخاف الله ويرجو ثوابه: