﴿أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ﴾: المراد بهم لوط وأهله؛ كما يراد من بني آدم؛ آدم وبنوه.
﴿مِنْ قَرْيَتِكُمْ﴾: هي سدوم وما حولها، ويطلق عليها القرى المؤتفكات.
﴿أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾: أي جماعة يتنزهون من صنيعهم.
﴿قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ﴾: أي قدر الله بقاءَها في العذاب مع الباقين فيه، والغاير: الباقي.
يقال: غبر الشيء، يغبُرُ، غُبُورًا: بقى.
[التفسير]
لما أنذر لوط ﵇ قومه نقمة ربهم وعذابه على أفعالهم الفاحشة التي لم يسبقهم إليها أحد من العالمين سخروا وَهَزِئوا به، وأجمعوا أمرهم على إيذائه، وإيذاء من معه بإخراجهم من وطنهم كما قال - تعالى - حكايته لما وقع من هؤلاء السفهاء:
أي: فما كان لهم جواب عن تحذيرهم مما هم فيه من القبائح إلاَّ قولهم: أخرجوا لوطًا ومن انتسبوا إليه ولاذوا به من المؤمنين - أخرجوهم (من قرْيتكُم) وهي سدوم وما حولها من القرى (١) وهي قرية من أرض العرب، فكانوا يمرون عليها، ويرون آثار العذاب الذي نزل بها.
(١) هاجر لوط وعمه إبراهيم ﵇ من أرض بابل فنزل إبراهيم فلسطين، ونزل لوط الأردن. اهـ. البحر المحيط لأبي حيان، وذكر صاحب القاموس أن الصواب سذوم - بالذال المعجمة - وذكر شارحه أنه مضبوط بالوجهين وأن المشهور فيه إهمال الدال، وصوبه شيخه في شرح الدر.