مكية، وآياتها أربع وخمسون، نزلت بعد غافر، وتسمى سورة السجدة، وسورة حم السجدة، وسورة الأَقوات.
مناسبتها لما قبلها: ذكر ﷾ في سورة (غافر): ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ … ﴾ الآية ٨٢ وكان ذلك متضمنًا تهديدًا وتقريعًا لقريش، وذكر - جل شأْنه - هنا في سورة فصلت تهديدًا وتقريعًا لهم، وخصهم بالخطاب في قوله تعالى -: ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ … ﴾ الآية ١٣ ثم بين - سبحانه كيفية إهلاكهم وفيه نوع بيان لما في قوله - تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا … ﴾ إلخ الآية.
وبينهما أوجه من المناسبة غير ما ذكر كذكر قصص بعض الأنبياء، والدعوة إلى التوحيد، وبيان عاقبة المخالفين.
[مقاصد السورة]
بدئت السورة الكريمة ببعض حروف المعجم كما في بعض سور القرآن الكريم، ولقد أشادت السورة في أكثر من موضع بسمو القرآن: ورفعة شأْنه، وما جاءَ به من تبشير وإِنذار، ثم ذكرت موقف المشركين من الرسول ﷺ، وما أظهروه من تعنت معه وشدة إعراضهم عنه، واستهزائهم به، ومحاربة دعوته، ومجابهته بالزور والأَباطيل، وموقف الرسول منهم، وثقته بالله، وثباته على دعوتهم إلى التوحيد والاستقامه، ثم تمضى السورة في تذكير المشركين بآيات الله في خلق السموات والأرض، وتنذرهم بما حدث لأَقرب الأُمم إلى منازلهم وهم عاد وثمود، وما نزل بهم من عذاب، وتخوفهم بذكر بعض مشاهد يوم القيامة، يوم تشهد عليهم أعضاؤهم بما اقترفوا من سيئات، وما يكون بينهم وبين هذه الأعضاء من مجادلة ومحاجة، وما يدعو به الأتباع ربهم في هذا اليوم العظيم: