للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[التفسير]

١٤٥ - ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا. . .﴾ الآية.

بعد أن بينت الآية السابقة، ما كان من المسلمين، حين شاع قتل رسول الله وسلم في غزوة أُحد، من خوف وهلع، حتى تولى فريق منهم عن القتال مدبراً، حذراً من الموت، وحرصًا على الحياة - جاءت هذه الآية تنبيهاً على خطئهم فيما فعلوا: حيث أوضحت أن موت أيِّ إنسان لا يكون إلا بأمر الله، وفي الوقت الذي تعلقت مشيئته - تعالى- بوقوعه فيه، والذى حدده نهايةً لأَجله، وإِن اقتحم المعارك والأَهوال، وخاض المخاوف، وأَقبل على الجهاد راغبًا فيه، طالبًا لدرجات الشهداء عند الله. فالآجال موقوتة.

كتب الله ذلك.

﴿كِتَابًا مُؤَجَّلًا﴾:

أي مؤقتا بأجل وغاية: ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ (١).

وفي هذه الآية من التحريض على الجهاد والترغيب فيه، ما لا يخفى. كما أن فيها تنبيهًا إِلى أن الخوف والجبن والاستكانة، لا تُنجى من الموت ولا تطيل الأجل. كما يستفاد من الآية: أن موت الرسول كغيره، لا يكون إِلا بانتهاء أجله، فلا يموت قبل استيفائه.

﴿وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا﴾:

أي ومن يقصد بعمله وجهاده الحصول على حُظوظ الدنيا ومتاعها، يعطه الله النصيب الذي قَدَّره له منها.

﴿وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا﴾:

أي ومن يقصد بعمل الصالحات والجهاد في سبيل الله، الفوز بنعيم الآخرة، ويخلص النية لله في طلب ذلك، يؤْته الله ما شاء من نعيمها.


(١) الأعراف من الآية: ٣٤.