الهمزة للإنكار والنفي، كأنه قيل: أَغفلوا ولم يكن لهم علامة على صدق القرآن أن يعرفه علماءُ بني إسرائيل بنعوته في كتبهم المذكورة فذلك آية واضحة على أنه تنزيل رب العالمين، وإلى علم علماء بني إسرائيل به يشير قوله - تعالى -: ﴿وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ﴾ (١) والمراد من علماء بني إسرائيل: العدول منهم، وهم من أَسلموا، قال مجاهد: يعني عبد الله بن سلام وسلمان وغيرهما ممن، ذكره القرطبي، وذلك أن جماعة منهم أسلموا، ونصوا على مواضع من التوراة والإِنجيل فيها ذكر الرسول ﷺ. وهذا يقتضي أن الآية مدنية، وعن قتادة أن الضمير في ﴿أَنْ يَعْلَمَهُ﴾ للنبي ﷺ وذكر الثعالبي عن ابن عباس أَن أَحبار يثرب، بعث إليهم أهل مكة يسألونهم عن النبي ﷺ فقالوا: هذا زمانه، وذكروا المواضع التي ذكر فيها النبي ﷺ في التوراة، وهذا ما يقتضيه كون السورة كلها مكية.