للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (٩٠) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٩١)

[المفردات]

﴿بِئْسَمَا اشْتَرَوْا﴾: بئس فعل يستعمل لإفادة الذم، والمعنى: بئس شيئًا اشتروا به أنفسهم أن يكفروا. واشتروا هنا، تستعمل للشراء والبيع. قال فى الصحاح: شرى الشيء يشريه شرى وشراء إذا باعه وإذا اشتراه أيضا وهو من الأضداد، وهو هنا بمعنى: باعوا.

﴿بَغْيًا﴾، البغي الفساد، من قولهم: بغى الجرح أي فسد. والمراد منه هنا: الحسد، لأنه من فساد النفس.

﴿فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ﴾: أي رجعوا بغضب فوق غضب، يقال: باءَ بإثمه يبوء بمعنى: رجع يرجع.

﴿مُهِينٌ﴾: مذل من الهوان، وهوالذلة.

[التفسير]

٩٠ - ﴿بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ … ﴾ الآية.

اليهود كانوا ينتظرون بعثة النبي كما تقدم بيانه، فلما جاءَهم حسدوه، واستبدلوا بالإيمان الذي هيأ الله لهم أسبابه ليسعدوا .. استبدلوا به الكفر الذي يؤدى بهم إلى الشفاءِ الدائم، وآثروه عليه، فكان اختيار الكفر على الإيمان، بمنزلة بيع أنفسهم بالكفرإلى النار.