للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٨٣) وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (٨٤))

[المفردات]

(سَوَّلَتْ): زينت وسهَّلت. (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ): هو الذي لا يكون معه ضجر ولا شكوى لأَحد. (يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ): الألف في "أَسَفَى" بدل من ياءِ المتكلم للتخفيف والأَصل يا أَسفِى بكسر الفاءِ، والأَسف أَشد الحزن على ما فات. (فَهُوَ كَظِيمٌ): فهو مملوءُ القلب غيظا، لكنه لا يظهر، وقيل مملوءُ القلب حزنا ممسك له لا يبديه. من كَظَم السِّقَاءَ إذا شدَّه بَعْد ملئه، فَهوَ فَعِيل بمعنى مفعول. (وَابْيَضتْ عَيْنَاهُ): أَصابتها غشاوة بيضاءُ.

[التفسير]

٨٣ - (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ):

طوى القرآن من القصة ما ليس بحاجة إِلى التصريح، وبيان ذلك أَن هذا القول من يعقوب رَدَّ به على أَولاده بعد عودتهم إِلى أَرض الشام وإِخباره بالقصة على نحو ما أَوصاهم به كبيرهم.

والمعنى: عاد إخوة يوسف من مصر برحالهم، وأَخبروا أَباهم بالقصة على نحو ما وصَّاهم به كبيرهم - قال يعقوب متهما لهم: ليس الأَمر كما زعمتم، بل زينت لكم أَنفسكم أَمرا في شأْنه لتتخلصوا منه ففعلتم ما زينته لكم أَنفسكم، فصبر جميل على ما فعلتم أَحق بي.

واعلم أَنهم لم يخبروا أَباهم في شأْن بنيامين إِلا بما ظهر لهم، وأَنهم لم تسول لهم نفوسهم في شأْنه أَمرًا - كما قال أَبوهم يعقوب فكيف قال لهم ماقال؟!