بينت الآيات السابقة أن الشيطان توعد ذرية آدم بأنه سَيَحْتنكهم ويغويهم إِلا قليلا وأن الله هدده وأنذره بالفشل في وسوسته مهما ضللهم بوعوده الزائفة، وجاءَت هذه الآية لتبين أنه تعالى يحفظ عباده الصالحين من نزغات الشيطان وينجيهم من إغوائه وأَباطيله كما قال سبحانه فيه: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٩٩) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ﴾ (١). وحسبك أَيها النبي أَنت والمؤمنون الصالحون حسبكُم حماية ربك لك ولهم وكفالته إياكم، وتخليصكم من مكايد الشيطان وجنوده، فتوكلوا عليه واعتصموا به - وقيل إن الخطاب في قوله تعالى:"وكفى بربك وكيلا" - موجه إلى الشيطان، كما في الجملة السابقة أَي وكفى بربك أَيها الشيطان وكيلا للمؤمنين من عباده: فليعوذوا بي من شرك فإني أعيذهم منه.