﴿إِلَى جَنَاحِكَ﴾: أي إِلى جنبك، وأصل الجناح للطائر، ثم أُطلق على اليد والعضد والجنب، وهو المراد هنا. ﴿مِنْ غَيْرِ سُوءٍ﴾: أي من غير قبح ولا عيب، وهو هنا كناية عن البرص.
﴿إِنَّهُ طَغَى﴾: أي تجاوز الحد في عتوه وجبروته. ﴿اشْرَحْ لِي صَدْرِي﴾: وسِّع لي صدرى.
﴿وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي﴾: أي سهل لي ما أمرتنى به، ﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي﴾: أَي فك حبسة من لسانى.
﴿وَزِيرًا﴾: معاونًا من الوزَرِ بمعنى الحمل الثقيل، أو ملجأ أعتصم برأيه من الوَزَرِ، وأصله الجبل يتحصن به، ثم استعمل بمعنى الملجأ مطلقا.
﴿أَزْرِي﴾: أي قُوَّتى، يقال آزره .. أي قواه وأعانه، أو ظهرى.
بعد أَن ذكر الله العصا آية موسى الأولى وبرهانه على نبوته، قفَّى عليها بذكر الآية الثانية وهى خروج يده بيضاء من غير سوءٍ من تحت إِبطه.
والمعنى: وادخل يدك في طوق قميصك، واجعلها إِلى جنبك تحت إبطك، ثم أَخرجها تخرج بيضاءَ من غير قبح ولا عيب، نجعلها لك آية أخرى على نبوتك، وكان موسى ﵇ أَسمر اللون، فإذا وضع يده تحت إبطه خرجت بيضاء مخالفة للونه الأسمر، وكانت في بباضها تشعُّ نورًا مضيئًا كما روى عن ابن عباس.
٢٣ - ﴿لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى﴾:
أي افعل ما أَمرناك به من إلقاء العصا، وضم اليد إِلى الجناح، لنجعلك مبصرا بعض آياتنا العظمى التي لا عهد لك ولا لغيرك بمثلها، والتى هي شاهدة على عظيم سُلْطَانِنَا، وكامل قدرتنا، وأَنك مرسل منا.