للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(ذَاتِ الصُّدُورِ): حقائقها ودخائلها.

(التَّوْبَةَ): الرجوع عن المعاصي بالندم عليها، والعزم على تركها أبدا.

[التفسير]

٢٤ - ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾:

الاستفهام المفهوم من لفظ (أَم) لتوبيخهم على مقالتهم.

والمعنى: أيجترئ هؤلاء السفهاء، وتطاوعهم ألسنتهم بنسبة مثله إلى الافتراء والكذب والاختلاق وهو من هو الذي لم يعرف عنه في جاهلية ولا في إسلام أنه ألمَّ بكذبة قط، ثم كيف يستقيم افتراؤه على الله والإفتراء على الله ﷿ أقبح الفرى وأفحشها، وما عرف عنه كذب على أحد مطلقًا مشرك أو مؤمن، فالافتراء منه مستبعد، وعلى الله مستحيل وقوله - تعالى -: (فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ) استبعاد للافتراء عن مثله، أي فإن يشأ الله يجعلك من المختوم على قلوبهم حتى تفترى عليه الكذب، فإنه لا يفترى الكذب على الله إلاَّ من كان في مثل حالهم مختومًا على قلبه. والأمر لم يكن على ذلك فقد تواتر الوحى، وتكامل إنزال القرآن حتى أَكمل الله دينه وأتم نعمته.

(وَيَمْحُ (١) اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ): كلام مستأنف غير معطوف على يختم مقرر لنفى الافتراء عنه ، مسوق لبيان شأن من شئون الله - تعالى - وتقرير سننه بمحو الباطل


(١) وسقوط الواو من كلمة (يمح) ليس للعطف على (يختم) بل لمجرد التخفيف، كما حذفت في قوله - تعالى -: ﴿ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير﴾.