للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغيٍّ من بغايا بني إسرائيل، فنرسلها إليه فتتهمه بأنه أرادها على نفسمها، فأرسلوا إليها فقالوا لها: نعطيك حُكْمك (١) على أن تشهدى على موسى أنه فجَر بكِ، فقالت: نعم، فجاءَ قارون إلى موسى - عليه السلام - قال: اجمع بني إسرائيل فأخبرهم بما أمرك ربك، قال: نعم، فجمعهم فقالوا: بِم أمرك ربك؟ قال: أمرني أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وأَن تصلوا الرحم، وكذا وكذا، وقد أمرني الزاني إذا زنى وقد أُحصن أن يرجم، قالوا: وإن كنت أنت، قال: نعم، قالوا: فإنك زنيت، قال: أَنا؟ فأرسلوا إلى المرأة فجاءَت فقالوا: ما تشهدين على موسى؟ فقال لها موسى - عليه السلام -: أنشدك بالله إلاَّ ما صدقتِ فقالت: أما إذْ نشدتني (٢) بالله - تعالى - فإنهم دعوني وجعلوا لي جُعْلًا (٣) على أن أقذفك بنفسي، وأنا أشهد أَنك برئ وأنك رسول الله. فخر موسى ساجدًا يبكى، فأَوحى الله إليه: ما يبكيك؟ قد سلطناك على الأَرض فمُرها تطعك، فرفع رأْسه فقال: يا أرض خذيهم، فأخذتهم .... الحديث".

وفي تبرئة الله لموسى ممَّا اتهموه به يقول الله - تعالى - في سورة الأحزاب: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} (٤). وهناك روايات أُخرى في سبب خسفه، وحسب القارئ ما تقدم.

المعنى الإجمالي للآية

فخرقنا بقارون وبداره الأرض وغيبناهما في جوفها، فما كان له من جماعة غير الله يدفعون عنه نقمة الله ونكاله، وما أغنى عنه ماله وخزائنه ولا حماه خدمه وحشمه وأنصاره، وما صح ولا استقام أن يكون من الممتنعين من بطش الله بأي سبب من أسباب الامتناع، فإنه لا بد واقع، ليس له من دافع.

٨٢ - {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}:


(١) أي: ما تحكمين به من المال أجرًا على اتهامه بالزنى.
(٢) أي: سألتني.
(٣) أي: أجرًا.
(٤) الآية: ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>