للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَفَتَقْنَاهُمَا﴾: الفتق، الشق، وهو ضد الرَّتْق، يقال: فَتَق الشيءَ (١) أي: شَقَّه وفصل بعضه عن بعض.

﴿فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ﴾: أي فيها جبال ثوابت.

﴿أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ﴾: لئلا تضطرب اضطرابًا يختل به توازنها.

﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا﴾: الفَجُّ، الطريق الواسع، والجمع فجاج، مثل: سَهْم وسهام، وسُبُلٌ: جمع سبيل وهو الطريق، يذكر ويؤنث.

﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ﴾: المراد بها هنا المُظلة للأَرض. قال ابن الأَنبارى: تذكر وتؤنث، وقال الفراءُ: التذكير قليل.

﴿كُلٌّ فِي فَلَكٍ﴾: الفَلَكُ محركةً: مدار النجوم والكواكب.

والجمع: أَفلاكٌ وفُلُكٌ بضمتين.

﴿يَسْبَحُونَ﴾: أي يسرع كل منهما في مداره كالسابح في الماء، وجمع الضمير مع أَنه راجع إلى الشمس والقمر، لأن الجمع قد يستعمل فيما فوق الواحد (٢).

[التفسير]

٢٩ - ﴿وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ .... ﴾ الآية.

أَي ومن يقل من الملائكة على نفسه إني إِله أعْبَدُ من دون الله تعالى ﴿فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ﴾: أَي فذلك القائل الذي يُفْرَضُ صدور هذا القول منه، نجزيه أشد العذاب، وننزل به أَقسى النكال لا تغنى عنه صفاته السنيَّة، ولا أعماله المرضية، وهذا فرض غير واقع لعصمة الملائكة.

﴿كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾: أَي مثل هذا الجزاءِ الفظيع نجزى الظالمين الواضعين للأُلوهية والعبادة في غير موضعهما، أَو نجزى الذين يتجاوزون الحد، فيضعون الأشياءَ في غير مواضعها، ويتعدون أَطوارهم في شئونهم الدينية.


(١) وهو من باب "قعد".
(٢) واستعمال ضمير جماعة العقلاء تنزيلا لهما منزلهتم لدقة سيرهما وانتظامه كما يفعل العقلاء.