بعد ما سمعوها على التفصيل قصة بعد قصة، وفيها من الدواعي إلى الإيمان، والزواجر عن الكفر والطغيان ما يصرفهم عما هم عليه، ولكنهم أعرضوا عن التأَمل فيها واستمروا على تكذيبهم: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ كأنهم لم يسمعوا شيئًا منها يردعهم عن ذلك أصلًا ويحبب إليهم الإيمان بمحمد ﷺ ويزينه في قلوبهم، ومن كان أَمرهم علي ذلك فلا تبالغ في الحرص على إيمانهم.
وقيل: المراد بالضمير في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ قوم شعيب ﵇ نُقل أَنه لم يؤمن به سوى تسعمائة نفر، ذكر ذلك القرطبي في تفسيره، والله أعلم بصحة ذلك.
﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾: هو جبريل ﵇ فإِنه أمين وحيه - تعالى - إلى أنبيائه. (عَلَى قَلْبِكَ): لتحفظه. ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾: أي بلغة عربية واضحة المعنى ظاهرة المدلول. ﴿لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ﴾: والزُّبُرُ؛ جمع زَبُور، كرسول، وهو الكتاب، والمعنى: أن ذكره ثابت في جميع الكتب السماوية.