للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٢٠،١٩ - ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (١٩) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (٢٠)﴾:

أَي: إِنه سبحانه جعل الأَرض فسيحة ممتدة كالبساط تتقلبون عليها كما تتقلبون على بطنكم في بيوتكم، وليس في الآية ما يدل على أَن الأَرض ليست كروية كما في البحر وغيره لأَن الكرة العظيمة يري كلُّ من عليها ما يليه مبسوطًا

(لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا) أَي: خلقها الله لكم لتسقروا عليها، وتسلكوا فيها أَين شئتم من نواحيها وأَرجائها، وأَقطارها طرقًا واسعات في أَسفاركم وتنقلكم، وقيل: هي المسالك بين جبلين: وكل هذا ممَّا ينبههم به نوح على قدرة الله وعظمته في خلق السموات والأَرض، ونعمة عليهم فيما جعل لهم من المنافع السماوية والأَرضية، وفي إِنشائهم من الأَرض، ثم إِعادتهم إِليها، وإِخراجهم منها بالبعث؛ لذلك فهو وحده الذي يجب أَن يعبد، ويوجد ولا يشرك به أَحد حيث إِنه لا نظير له، ولا كفء، ولا ند، ولا صاحبه، ولا ولد، ولا وزير، ولا مشير، بل هو العلي الكبير.

﴿قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (٢١) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (٢٢) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (٢٣) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (٢٤)

[المفردات]

(مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ): ولَد محركة مفردة، ووُلْد - بضم الأَول وسكون الثاني - قيل: هو مفرد كذلك، وقيل: هو جمع ولد كأسد وأُسْد.

(مَكْرًا كُبَّارًا): بالغ الغاية في الكِبر.

(وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ): أَي: التزموا عبادتها ولا تتركوها على الإِطلاق.