للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ﴾: تَتَبْرأَ بعضنا من البعض، فالشياطين يتبرءون ممن أطاعهم، والرؤساءُ يتبرءُون ممن تبعهم.

﴿فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ﴾: خفيت عليهم الحجج خفاء المرئي على الأعمى.

﴿لَا يَتَسَاءَلُونَ﴾: لا يسأل بعضهم بعضًا عن الححج.

﴿مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾: قال الآلوسي: الخيرة، التخيُّر، كالطيرة بمعنى التَّطُّير، والخِيَرَةُ والتَّخَيُّرُ: الاختيار.

﴿مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ﴾: ما يخفون في صدورهم من الاعتقادات الباطلة وعداوتهم للرسول.

﴿وَمَا يُعْلِنُونَ﴾: ما يظهرونه من الأَفعَال الخبيثة والطعن في الإِسلام.

﴿لَهُ الْحَمْدُ﴾: لله وحده القضاءُ النافذ في كل شيءٍ من غير مشاركة فيه لغيره.

[التفسير]

٦٢ - ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾:

لا يزال الحديث متَّصلًا عن أحداث يوم القيامة، ففي هذه الآية إشارة إلى ما يوبخ الله به الكفار المشركين في هذا اليوم حيث يناديهم ويسأَلهم فيقول: ﴿أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾: أي أين الآلِهَةُ التي كنتم تعبدونها في الدار الدنيا من الأصنام أو غيرها ليدافعوا عنكم وليشفعوا فيكم؟ والتعبير بشركائي، تقريع لهم على زعمهم، وفيه تهكم بهم. والتعبير بلفظ: ﴿تَزْعُمُونَ﴾ للإِشارة إلى كذبهم، فقد قيل: "زعموا" مطية الكذب.

٦٣ - ﴿قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ﴾:

الآية الكريمة استئناف مبنى على سؤال مقدر، كأنه قيل: فماذا صدر عنهم من قول حينئذ؟ فقيل: قال الذين حق عليهم القول وهم شركاؤهم من الشياطين، أو رؤساؤهم الذين اتخذوهم أربابًا من دون الله، بأن أطاعوهم في كل ما أمروهم به ونهوهم عنه: