هذه السورة مكية، وعدد آياتها ثمان، وتسمى أَيضا سورة الشرح
[مناسبتها لما قبلها]
هي شديدة الاتصال بما قبلها، أَي: بسورة "الضحى" حتى إِنه روي عن طاوس وعمر بن عبد العزيز أَنهما كانا يقولان: إِنهما سورة واحدة، وكانا يقرآنهما في الركعة الواحدة، وما كانا يفصلان بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم، وعلى ذلك الشيعة -كما حكاه الطبرسي منهم- ورد ذلك الإِمام. وقال الآلوسي: والحق أَنهما متصلتان معنى مع كونهما سورتين يفصل بينهما بالبسملة، ويدل على شدة اتصالهما ما في حديث الإِسراءِ الذي أَخرجه ابن أَبي حاتم أَن الله تعالى قال لرسوله ﵊: يا محمد أَلم أَجدك يتيمًا فآويت وضالا فهديت، وعائلا فأَغنيت، وشرحت لك صدرك، حططت عنك وزرك، ورفعت لك ذكرك، ولا أُذكر إِلا ذُكرت معي .. إِلى آخره، والجمع بينهما في الحديث يدل دلالة قوية على ما بينهما من تناسب.
أَهم مقاصد السورة:
ابتدأَت بالحديث عن نعم الله العديدة على عبده محمد ﷺ وذلك بشرح صدره بالإِيمان، وتنوير قلبه بالحكمة والعرفان، وعصمته من الذنوب والآثام، وتيسير أَعباء النبوة عليه حتى أَدى الأَمانة، وبلغ الرسالة، قال تعالى:(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ .. ) الآيات.
ثم تحدثت كذلك عن إِعلاءِ منزلته ﷺ والتنويه بما يلغه من تكريم وتعظيم حيث جعله مذكورًا على لسان كل مؤمن مقرونًا باسمه جل وعلا. قال تعالى:(وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ).
ثم طمأَنت الرسول وهو ومن معه يقاسي الشدائد والأهوال من كفار مكة، طمأَنته إلى ما ينتظره من الفرج، والنصر القريب على الأَعداءِ، قال تعالى:(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).