والكتاب المبين هنا: إما كناية عن علم الله تعالى، وإما حقيقة مراد منها اللوح المحفوظ.
وتذييل الآية بهذه الجملة، للإيذان بأَنه تعالى لا يبتدئ العلم بأَحوال الدواب ابتداءً، بل علمه بها أَزلى قديم، وواضح لديه أمرها قبل خلقها ورزقها وإيوائها في مستقرها ومستودعها، وأَنه دبر أَمرها أَزلا على النحو الفائق العجيب الذي أَراده لها، وأَبرزها عليه وفق تدبيره الأزلى القديم فتبارك الله أحسن الخالقين.
بعد أَن بين الله سبحانه في الآية السابقة تكفله بأَرزاق دواب الأرض، وعلمه بجميع أَحوالها، بين في هذه الآية خلقه للسموات والأرض، وأيام خلقه لها، ليعلم الناس عظمته تعالى، فلا يشركوا به في العبادة ما ليس له دخل في خلق ولا رزق، بل يتنافسوا في إِحسان العمل والتقرب به إِليه سبحانه، ونعى عليهم فيها إنكارهم للبعث بعد الموت للحساب والجزاءِ ووصفهم للقرآن الذي أَخبرهم بذلك بأنه سحر مبين.