للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأحسن خشوعًا، والبقاع تتفاوت تفاوتًا كثيرا، ويتفاوت أهلها خشونة ولينًا وانحرافًا ودينًا، فلا تتشبثوا بأرض لا تجدون فيها أمنكم، ولا وفرة في دينكم.

ومعنى: ﴿فَإِيَّايَ فَاعْبُدُون﴾): وإن لم تخلصوا عبادتي في أرض فإياي فاعبدوني في أرض غيرها، فإن السعادة ليست في المكان، وإنما السعادة كل السعادة في إخلاص الإيمان.

٥٧ - ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُون﴾:

هذه الآية استئناف لتسهيل أمر الهجرة على المستضعفين، وحثهم على إخلاص العبادة.

والمعنى: كل نفس من النفوس مفارقة لا محالة، ذائقة مرارة الموت البتَّة، راجعة إلى ربها، ملاقية جزاء أعمالها، ومن كانت هذه عاقبتهُ فليجعل كل همه في الاستعداد لنهايته، والتزود لآخرته، عسى أن يكون من الناجين في دار النعيم.

﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (٥٨) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٥٩)

[المفردات]

﴿لَنُبَوِّئَنَّهُمْ﴾: لنسكننهم وننزلنهم على وجه الإقامة.

﴿غُرَفًا﴾: جمع غرفةٍ والمراد بها: علالي وقصور جميلة.

[التفسير]

٥٨ - ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ﴾ الآية.

ذكرت الآية السابقة أن الموت سيجرى على كل نفس في الدنيا، ثم جاءت هذه الآية بعدها تنبه إلى تحقيق الإيمان لإخلاص العبادة، وتحث على الاستزادة والإكثار من عمل الصالحات.