للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[التفسير]

١٢٢ - ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ … ﴾ الآية.

لَمَّا بيَّن الله تعالى في الآيات السابقة سوءَ مصير مَن يتخذ الشيطان وليا من دون الله، أَتبعه بيانَ حسنِ مصيرِ مَنْ يتخذ الله وليا.

وبضدها تتميز الأشياءُ.

والمعنى:

﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾: باللهِ ورسوله، وبما جاءَ به عن ربه.

﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ التي جاءَ بها القرآن العظيم، أَو بيَّنها الرسولُ الكريم.

﴿سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾: ينعمون فيها بما لا عين رأَت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾: لا يبرحونها ولا يتحولون عنها، وخلودهم فيها بلا موت، ونعيمهم فيها بلا فوت.

﴿وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا﴾: لا خلف فيه. ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾ (١) وذلك على العكس من وعود الشيطان الكاذبة، وأمانيه الفارغة، فكلها غرور وأَباطيل، وغش وخداع. فهو لا يملك من ملك الله فتيلا، ولا يستطيع أَن يحقق من وعوده نقيرا ولا قطميرا، فلا ينبغي لعاقل أَن يغتر بوساوسه، حتى لا يندم حين لا ينفع الندم.

﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا﴾:

ومن أَصدق من الله قولًا ووعدا؟! فهو الذي إِذا قال صدق، وإِذا وعد وفى، فعنده خزائن السموات والأَرض. يقول للشيء كن فيكون. فليس أَصدق منه قولًا.


(١) الأحزاب، من الآية: ٣٧.