للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التفسير

١١ - (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ):

المعنى: إِن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأَنهار لجمعهم بين الإِيمان والعمل الصالح، وذلك النعيم الذي جُوزُوا وكُوفِئوا به من دخولهم الجنات وتمتعهم بما فيها هو الفوز الكبير الذي يصغر عنده الفوز بالدنيا وما فيها من الْمُتَع والرغائب، وكيف لا وقد ظفروا بكل خير ونجوا وسلموا من كل شر!

١٢ - (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ):

استئناف خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم إِيذانًا بأَن لكفار قومه نصيبًا موفورًا منه؛ كما ينبئ عنه ذكر الرب مع الإِضافة إِلى ضميره -عليه الصلاة والسلام- أَي: إِن أَخذ ربك الجبابرة والظَّلَمَةَ بالعذاب بالغ الغاية في الشدة والقوة والعنف والبطش؛ لأَنه بطش ربك القادر على كل شيءِ.

١٣ - (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ):

أي: أَنه - عز وجل وحده - هو الذي يُبْدِئ الخلق بالإِنشاءِ، وهو -سبحانه - يعيده بإِحيائه يوم القيامة للحشر والجزاءِ، ودل باقتداره على البدءِ والإِعادة على شدة بطشه. أَو بيدئُ البطش بالكفرة في الدنيا، ثم يعيده في الآخرة.

١٤ - (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ):

وهو -سبحانه- الغفور لذنوب من يشاءُ من عباده المؤمنين، وقيل: لمن تاب إِليه وأَطاع أَمره. (الْوَدُودُ): أَي، كثير المحبة لمن أَطاعه وأَحبه، وعن ابن عباس: المتودد إِلى عباده بالمغفرة.

١٥ - (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ):

(ذُو الْعَرْشِ) أَي: صاحب العرش، والمراد: مالكه أَو خالقه، والعرش أَعظم المخلوقات،

<<  <  ج: ص:  >  >>