للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[المفردات]

(وَدَّتْ): أحبت.

(لَوْ يُضِلُّونَكُمْ): لو، بمعنى: أن. أي أن يضلوكم.

(وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ): الإضلال هنا بمعنى: الإهلاك مجازا. فالمعنى: وما يهلكون إلا أنفسهم بتمني إضلالكم. أو بمعنى: الإخراج عن الهدى. فالمعنى: وما تعود عاقبة الإضلال إلا على أنفسهم. أو بمعنى: الخداع. فهم يخدعونكم، وما يخدعون إلا أنفسهم في الحقيقة.

(وَمَا يَشْعُرُونَ): وما يفطنون لذلك.

(وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ): أي وأنتم تعلمون ما يدل على صحتها من التوراة والإنجيل.

(لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ): أي لماذا تسترونه أو تخلطونه به؟

[التفسير]

٦٩ - ﴿وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾:

سبب النزول:

دعا اليهود حذيفة وعمارا ومعاذا إلى اليهودية. فنزلت الآية.

وقيل: نزلت في اليهود وفي النصارى، وعلى كل، فهي لبيان إضلالهم لغيرهم، إثر بيان ضلالهم في أنفسهم، والإضلال هنا: بمعنى الرد إلى الكفر. كما قاله ابن عباس. أو الإهلاك: كما قاله ابن جرير الطبري.

والمعنى: أحبت جماعة من أهل الكتاب أن يوقعوكم في الضلال والكفر الذي تَرَدَّوْا فيه - بعد أن من الله عليكم بالهدى، وشرفكم بالإسلام - وما تعود عاقبة الإضلال لغيرهم ووباله إلا على أنفسهم، وما يفطنون لذلك، لما اعترى قلوبهم من الغشاوة وزعمهم أنهم على الحق.

ويجوز أن يكون المعنى: أحبت طائفة من أهل الكتاب أن يهلكوهم: بالتكفير والإخراج عن الإيمان، وما يهلكون إلا أنفسهم بما يفعلون. وما يفطنون لذلك، لزعمهم أنهم على الحق.