للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تضيق به صدور المؤمنين. ﴿إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ﴾: أَي إذا قاموا بما استطاعوا من قول وفعل يعود بصلاح الحال على الإِسلام والمسلمين.

﴿مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ﴾: أَي ما عليهم من طريق إِلى عقابهم أَو عتابهم ﴿تَوَلَّوْا﴾: انصرفوا راجعين ﴿وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ﴾: أَي تسيل عيونهم دمعا غزيرا فياضا.

[التفسير]

بعد أَن بين القرآن الكريم أَحوال الذين اعتذروا كذبا والذين لم يعتذروا من منافقى الأَعراب جاءَت هاتان الآيتان لبيان حال الذين أَعفاهم الله من وجوب الجهاد لقيام أَعذارهم فقال تعالى:

٩١ - ﴿لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ … ﴾ الآية.

أَي: ليس على الضعفاءِ - كالشيوخ والنساءِ والصبيان - ولا على الذين طرأَ عليهم المرض أَو بهم مرض ملازم - كالعمى والعرج - ولا على الذين لا يجدون ما ينفقونه في شراءِ أُهبة السفر وعدة الجهاد، ليس على هؤلاءِ جميعا إِثم ولا عتاب في التخلف.

﴿إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ﴾.

أَي إِذا أَخلصوا النصح لله ورسوله، بصدق الإِيمان واتباع شريعة الإِسلام، وقاموا بما يستطيعون من قول وفعل يعود بصلاح الحال على المجاهدين، وبهذا يكونون قد أَحسنوا في جميع أَعمالهم وأَقوالهم حسب طاقتهم، فليس عليهم سبيل إِلى عقاب أَو عتاب، لدخولهم في عداد المحسنين.

﴿وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.

أَي والله عظيم المغفرة واسع الرحمة يغفر للمسئِ التائب وتسعه رحمته إِن شاءَ فكيف بالمحسنين؟

٩٢ - ﴿وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ … ﴾ الآية.