للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بأَنواع المصائب، ثم يهلكون إِن لم يؤمنوا وفاءً بعهدهم لموسى فلما كشفنا عنهم العذاب المذكور، إِذا هم يسارعون إِلى نقض العهد الذي وثقوه على أَنفسهم بالقسم حين قالوا لموسى: ﴿لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ﴾ - إِذا هم ينقضون العهد - ويعودون إِلى اللجاج فيما كانوا فيه من التكذيب والطغيان من غير تدبر ولا تفكير.

١٣٦ - ﴿فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ في الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾: أَي فعاقبناهم بسبب نقض العهد وعودهم إِلى تكذيب الآيات وارتكاب المعاصي والآثام، وكان هذا الانتقام هو إِغراقهم في البحر بإِطباقه عليهم حين أَرادوا اللحاق بموسى وهو يعبره بقومه إِلى سيناءَ بعد أن انشق له بضربة من عصاه، ثم صرح القرآن بسبب إِغراقهم في قوله تعالى:

﴿بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾:

أَي كان إِغراق الله لهم في البحر بسبب تكذيبهم بآيات الله التي ساقها إِليهم مفصلة، آية بعد أُخرى لعلهم يعقلون، ولكنهم كانوا عنها غافلين، فلم يتدبروا فيها، ونقضوا العهد الذي قطعوه على أَنفسهم بالإِيمان إِن كشف الله العذاب عنهم، وقد مرّ بيانه وهو عذاب الطوفان والجدب والجراد والقمل والضفادع والدم، وفي هذه القصة زجر للمكذبين بنبينا محمَّد الجاحدين لآياته.

﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (١٣٧)﴾.

[المفردات]

﴿وَتَمَّتْ﴾: تحققت ومضت.