هذه الآية كما يقول ابن مسعود ﵁:"أَجمع آية في القرآن للخير والشر ولو لم يكن فيه غيرها لكفت فى كونه تبيانًا لكل شيء وهدى ". أخرجه البخارى فى الأدب والحاكم وصححه ابن جرير واللفظ له.
وقد قرأها الرسول ﷺ على الوليد بن المغيرة. فقال له: يا ابن أَخى أعد على فأعادها عليه. فقال له الوليد والله إِن له لحلاوة. وإن عليه لطلاوة، وإن أَعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى، وما هو بقول بشر، ولما سمعها أكثم بن صيفي من وفد قومه إِلى الرسول قال: إني أَراه يأمر بمكارم الأخلاق، وينهى عن مذامها. فكونوا فى هذا الأمر رءُوسًا ولا تكونوا فيه أَذنابًا، ذلك لأنها جمعت إجمالًا بين ما يجب عمله من الفضائل وما يتعين تركه من الرذائل، والعدل الذى يأمر به سبحانه خُلقٌ جامع لكل الفضائل من القول والعمل. يغرس فى الإنسان حب الاستقامة والمساواة، والرغبة فى طاعة الله، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وإنصاف الناس من نفسه، وإِنصاف بعضهم من بعض وهذا الخلق يجعله إذا ما تصرَّف فى أَمر من الأمور أو تخلَّق بخلق يتوسَّط فيه بين الإفراط والتفريط، وقال سفيان بن عيينة العدل استواءُ السريرة والعلانية من كل عامل لله عملا وكما يأمر سبحانه بالعدل ويدعو إليه. فإنه يأمر بالإحسان، وهو إحسان العمل وإتقان العبادة أَى الإتيان بها على الوجه المطلوب الذى يليق بها من حيث الإخلاص لله، وكمال العبودية له، ويشير إلى ذلك ما رواه البخاري من قوله ﷺ:"الإحْسَانُ أن تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فَإنْ لَم تكُنْ تَرَاهُ فَإنهُ يَرَاك" هذا بحسب الكيفية، وأَمَّا بحسب الكمية فبكثرة التطوع بالنوافل الجابرة لما قد يقع فى الواجبات من شائبة التهاون والنقص