قال السدى وابن جرير ﵀: فالذي عنى به من ذرية آدم إدريس، والذي عنى به ممن حملنا مع نوح إبراهيم، والذي عنى به من ذرية إبراهيم، إسحق ويعقوب وإسماعيل والذي من ذرية إسرائيل (١)، موسى وهرون وزكريا ويحيى وعيسى بن مريم.
قال ابن جرير ولذلك فرق أنسابهم وإن كان يجمع جميعهم آدم، لأن فيهم من ليس من ولد من كان مع نوح في السفينة وهو إِدريس، فإنه كما قيل كان جَدَّ نوح ﵇، وقال القرطبى هذا خطأ.
﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾: أَي إذا سمعوا كلام الله المشتمل على حججه وبراهينه أَسرعوا ساجدين لربهم خضوعًا وخشوعًا واستكانة - تلهج ألسنتهم بشكره وحمده على ما وهبهم من نعم سابغة. وآلاء عظيمة، تذرف أعينهم دموع المهابة منه.
فلا ترى أحدا منهم إلا باكيًا شعورا منه بالعجز عن تقدير حقه عليه كما ينبغي له، مهما قدم من عمل وبذل من جهد، تلك صفوة مختارة تعلقت نفوسهم بجلاله وامتلأت قلوبهم بهيبته والإذعان له. ﴿لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ …
﴿خَلْفٌ﴾: الخلْف، بسكون اللام: الولد الطالح الشرير، والْخَلَف؛ بفتح اللام وسكونها الولد الصالح أو من يأتي بعد مطلقًا، أو البدل. ﴿غَيًّا﴾: الغى، الضلال والهلاك أو السوءُ.