للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (٧٥) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (٧٦)

[المفردات]

﴿أُولَئِكَ﴾: إِشارة إلى الموصوفين بجميع الصفات السابقة، وهو مبتدأ خبره الجملة التي بعده وما عطف عليها، وجملة أُولئك يجزون … إلخ خبر عن (عباد الرحمن).

﴿الْغُرْفَةَ﴾: الدرجة العالية من المنازل، وكل بناءٍ مرتفع، وقيل: أَعلى منازل الجنة، و"ال" فيها للجنس، والمراد بالغرفة الجمع، فألْ فيه للاستغراق ليوافق قوله تعالى: ﴿وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ﴾.

﴿تَحِيَّةً﴾: دعاء بإِطالة الحياة.

﴿وَسَلَامًا﴾: دعاء بالسلامة من كل ما ينغص عليهم طيب إِقامتهم.

[التفسير]

٧٥ - ﴿أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا … ﴾ الآية.

أَي: أُولئك الموصوفون بما سبق من الصفات الجميلة يجزون الغرف العالية في الجنة ينعمون فيها بما لا عين رأَت، ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر - أُولئك يجزونها - بسبب صبرهم على مداومة الطاعات، واجتهادهم في أَعمال الصالحات، ومجاهدتهم في مقاومة الشهوات، وتتلقاهم الملائكة، أَو يتلق بعضيهم بعضا بالتحية المتضمنة دوام إِقامتهم، والسلام المتضمن معافاتهم؛ من كل ما يكدر صفو نعيمهم أَو ينغص نعيم إِقامتهم تكريمًا لهم وابتهاجا بحلولهم، وزيادة في أَنسهم، وإِدخال السرور عليهم.