للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (٦٢) تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦٣) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٦٤)

[المفردات]

﴿وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ﴾: أي ينسبون إليه البنات التي يكرهونها لأنفسهم.

﴿وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ﴾: أي تحكي الكذب بادعائها أن لهم العاقبة الحسنى في الآخرة.

﴿لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ﴾: لا بُدَّ ولا محالة (١). ﴿مُفْرَطُونَ﴾: متروكون منسيون في النار. كما قاله ابن الأعرابى وأبو عبيدة وغيرهما. (٢) وقال الحسن وقتادة: مُعجَّلون إلى النار مقدمون إلها، وأصله من أَفرطته أي قدمته في طلب الماء، والفرط الذي يتقدم إلى الماء، ومنه قوله : "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ" أي متقدمكم إليه.

﴿تَاللَّهِ﴾: أي وحق الله. ﴿وَلِيُّهُمُ﴾: أي متولي إغوائهم أو ناصرهم.


(١) نقل القرطبي في جـ ٩ ص ٢٠ دار الكتب في تفسير قوله تعالى في سورة هود: "لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون" الآية ٢٢ أن ﴿لَا جَرَمَ﴾ عند الخليل وسيبويه كلمة واحدة بمعنى (حق) وأنها في موضع الرفع على أنها خبر مقدم وأن وما دخلت عليه في تأويل المصدر مبتدأ مؤخر، وأن الفراء قال بذلك كما حكاه الناس، وحكى المهدي عن الخليل أيضا أن معناها لا بد ولا محالة، وحكاه الثعلبي عن الفراء أيضًا وقد اخترنا هذا المعنى في تفسيرها هنا، وفي معناها آراء أخرى وحسب القارئ ما ذكرنا ومن شاء المزيد فليرجع إلى جـ ٩ ص ٢٠ من القرطبي في تفسير مثلها في سورة هود - كما تقدم -.
(٢) من أفرطت فلانا خلفي إذا خلفته ونسيته.