للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

١٥ - (لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ):

أَي لو فتحنا عليهم بابًا من السماءِ على النحو الذي تقدم بيانه، لقالوا لفرط عنادهم ومكابرتهم: إِنما خُدِعَتْ أَبصارنا فلم نشاهد شيئا على الحقيقة، بل نحن قوم مسحورون سحرنا محمد حتى تخيلنا هذه المرائى، كما يتخيل المسحر شيئًا لا حقيقة له ولا تراه العيون على حقيقته.

﴿وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (١٦) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (١٧) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (١٨)

[المفردات]

(بُرُوجًا): جمع برج وهى في الأَصل بمعنى القصور أَو الحصون، ثم أَطلقت على منازل الكواكب والنجوم لأَنها تشبهها في كونها منازل لها، كما أَن القصور منازل لساكنيها. (شَيْطَانٍ رَجِيمٍ): أَي مطرود من الرحمة، أَو مَرمِى بالرجام وهى الحجارة، فإِنهم يُقذَفُونَ بشظايا النجوم. (إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ): أَي اختلس بعض ما يسمع من كلام الملائكة (فَأَتْبَعَهُ (١)): إَى تبعه. (شِهَابٌ): شعلة ساطعة تمرق في الجو بسرعة خاطفة. (مُبِينٌ): أَي واضح من أَبان اللازم بمعنى اتضح أَو مبين غيره وموضحه، من أبان الشيءَ أَوضحه.

[التفسير]

١٦ - (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ):

بعد أَن بين الله حال الكافرين بالإِسلام والنبوة ومآلهم، شرع يقيم لهم الأَدلة على


(١) يرى الأخفش أن أتبعه بمعنى تبعه، فليست الهمزة للتعدية، ومثله ردفته وأردفته، وقيل غير ذلك - انظر الآلوسى.