(مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ):
أَي من بعد ما قرب أَن تميل قلوب بعضهم من أَجل الشدة والمشقة إِلى التخلف والدعة والراحة، ولكن الله ثبتهم وأَيدهم وقواهم.
وزيغ القلب وانحرافه إِن كان في أَصل الدين كان كفرا، وإن كان في شريعته كان بحسب الحكم الذي مال عنه، فإن زاغ عن مجمع عليه الكفر، وإِن زاغ عن راجح عصى.
(ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ): أَي أَنه تعالى علم إخلاص نيتهم، وصدق توبتهم فتقبلها منهم.
(إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ): فلهذا منَّ عليهم بالتوبة وقبلها منهم وثبتهم عليها.
﴿وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١١٨)﴾
[المفردات]
(خُلِّفُوا): أُخِّرَ أَمرُ قبولِ توبتهم.
(بِمَا رَحُبَتْ): أَي مع رحابتها وسعتها، والرحب سعة المكان.
(لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ): لا مفر ولا منجى من سخطه وعقابه.
[التفسير]
١١٨ - (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ) الآية.
قصة هؤلاءِ الثلاثة يرويها ابن هشام فيقول: قدم رسول الله ﷺ المدينة عائدا من تبوك، وكان تخلف عنه رهط من المنافقين، وتخلف أُولئك الثلاثة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute