﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾: أَذية الله بالكفر به ونسبة الصاحبة والولد والشريك إليه، ووصفه بما لا يطيق به. أَمَّا أَذية الرسول فتحصل بكل ما يؤذيه من الأَقوال والأَفعال.
﴿لَعَنَهُمُ اللَّهُ﴾ أَي: أَبعدهم من كل خير ورحمة، واللعن في اللغة الإِبعاد.
﴿وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾ أي: هيأَ لهم عذابا بالغ الغاية في الإهانة والإذلال.
﴿بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا﴾ أي: من غير جناية يستحق بها المؤمنون والمؤمنات الأَذية.
﴿فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا﴾ أي: فعلوا وتحملوا إِثم أَفحش الكذب الذي افتروه على غيرهم وبهتوهم به.
﴿وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ أي: ظاهرًا بينًا لا يخفى خبره.
الآية: تهديد ووعيد لمن آذى الله بمخالفة أَوامره وارتكاب زواجره، وإصراره على ذلك، وآذى رسوله بعيب أو تنقيص.
والمعنى: إن الذين يؤذون الله - تعالى - باقتراف ما لا يرضاه من كبائر المعاصي ووصفه بما لا يليق به، كقول اليهود: ﴿يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾، وقول النصارى: ﴿الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ﴾،