للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والمعنى: قل أَيها الرسول لهؤلاءِ المشركين، تنبيها لهم على انحطاط شركائهم عن رتبة الأُلوهية، وتقريرا لهم بذلك، وتوبيخا على عبادتها: مَنْ يُنَجِّيكم من شدائد البر والبحر: تدعونه عند نزولها بكم مُعْلنين دعاءَكم ومُسِرِّين به في خضوع وانكسار قائلين: لئن أَنجانا الله من هذه الشدائد لنكونن من المستديمين لشكره.

- وقد أمَرَ اللهُ النبىَّ ، أن يتولى الإجابة عنهم؛ إِيذانًا بظهورها وتعيُّنِهَا وشهادتهم بها. وذلك بقوله له:

٦٤ - ﴿قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ﴾:

قل لهم يا محمد: الله تعالى، ينجِّيكم من شدائد البر والبحر، التي تدعونه - دائمًا - أَن ينجِّيكُم منها كلما نزلت بكم. وينجَّيكم من كل غمٍّ ينزل بكم. لا يشاركه في إِنجائكم من ذلك شريك كما تعرفون وتشهدون، ثم أنتم - بعد إنعامه عليكم بالنجاة من المكاره إِجابة لدعائكم - تعودون إِلى الشرك، ولا تحققون وعدكم بدوام الشكر. فهل يليق بعاقل أن يشرك بالله آلهةً تَخَلَّتْ عنه في وقت الشدة، ويدعَ شكر الله الذي أَسدى له نعمة النجاة، فلا يوحِّده ولا يعبده؟!

﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (٦٥) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (٦٦) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٦٧)﴾.

[المفردات]

﴿أَوْ يَلبِسَكُمْ شِيَعًا﴾: أَو يخلطكم فرقا مختلفة الأَهواءِ، كل فرقة تشايع هوى.

﴿بَأْسَ بَعْضٍ﴾: البَأَس، الشدة.