للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (٣٢) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (٣٣)

[المفردات]

﴿أَفْتُونِي﴾: أشيروا على بما عندكم من الرأي. ﴿قَاطِعَةً﴾: قاضية وفاصلة.

﴿تَشْهَدُونِ﴾: تحضرونني وتدلون بآرائكم. ﴿أُولُو قُوَّةٍ﴾: وفرة في العدد.

﴿وَأُولُو بَأْسٍ﴾: نجدة مفرطة، وبلاء في الحرب.

﴿وَالْأَمْرُ إِلَيْك﴾: والرأى في بتِّ الأُمور إليك موكول.

[التفسير]

٣٢ - ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ﴾:

قالت بلقيس للملأ من قومها وأشرافهم وهم شهود في مجلسها: يا أيها الملأ أفتوني وأشيروا عليّ بما عندكم من الرأي في هذا الأمر الخطير الذي جاءَ برسالة سليمان، وقد اعتدت أن أسمع رأيكم، وأنتفع بمشورتكم في كل ما يحدث لي، ويجدّ في ملكى، ما كنت أقطع في أمر ولا أقضى فيه حتى تحضروا وتشيروا فيه برأيكم، وتكرر نداؤها للملإ من قومها مع وحدة الموضوع، اهتمامًا بالأَمر، وجذبًا لانتباههم وإثارة لأفكارهم.

٣٣ - ﴿قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ﴾:

أي: قال الملأ من قومها، وقد فهموا أنها تهدف من كلامها إلى الاستيثاق من تأْييدهم والاطمئنان على مدى استعدادهم لنصرتها، والوقوف إلى نجانبها إذا رأَت عصيان الدعوة ومقاومتها.

قالوا: نحن أصحاب قوة فائقة، في العَدَدِ والعُدَد، وأصحاب شدة وبلاءٍ في الحروب لا ترهبنا قوة، ولا ينهنهنا وعيد، وهذا دورنا وهذه مهمتنا، وأَما البت