والخطاب في ﴿لَا تَقْتُلُوهُ﴾ إما موجه منها إلى فرعون على طريقة التعظيم، حيث خوطب خطاب الجمع، كما قال الشاعر: فقلت ارحموني يا إله محمَّد.
وإما موجه إلى المأمورين بقتل الصبيان، كأنها بعد أن خاطبت فرعون وأخبرته بما يستعطفه على موسى، آنست منه بادرة أمن جديد، فالتفتت إلى خطاب المأمورين بقتل الصبيان فنهتهم عن قتله، معلِّلَة ذلك بقوله - تعالى - حكايته عنها: ﴿عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾ أما نفعه لهم فلما رأته فيه من مخايل النجابة، وأما اتخاذه ولدا فلما رأته فيه من مخايل الشرف اللائق بتبنى الملوك، ولم يكن لها منه ولد.
والمعنى الإجمالي للآية: وقالت امرأة فرعون حين بهرها حسن موسى - قال لفرعون أو لأعوانه -: لا تقتلوه وذروه حيًّا لعله ينفعنا نفعا جزيلًا نتوقعه منه، أو نتخذه ولدا ونتبناه حيث لا ولد لنا، وهم لا يدرون ما يُخبئه لهم القدر، من هلاك فرعون وجنوده وإنقاذ بني إسرائيل من عبوديتهم على يديه.