أَقسم -سبحانه- بالليل الذي يأَوى فيه كل حيوان إِلى مأْواه، ويسكن الخلق عن الاضطراب والضرب في الأَرض، ويغشاهم النوم الذي جعله الله راحة لأَبدانهم وغذاءً لأَرواحهم ثم أَقسم بالنهار إِذا جاءَ انكشف وظهر بضوئه ما كان في الدنيا من الظلمة، وجاءَ الوقت الذي يتحرك فيه الناس لمعاشهم وتتحرك الطير من أَوكارها والهوام من مكامنها، فلو كان الدهر كله ليلًا لتعذر على الناس السعي في معاشهم، ولو كان كله نهارًا لمنعوا الراحة ونالهم الكلال، لكن كانت المصلحة في تعاقب الليل والنهار، وقال تعالى:"وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا"(١) وقال -سبحانه- (وَسَخَّرَ