للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿خِزْيٌ﴾: هوان.

﴿يُرَدُّونَ﴾: يرجعون.

﴿اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ﴾: آثروا متاعها على نعيم الآخرة.

[التفسير]

ذكر الله بني إسرائيل فى الآية السابقة، بأَهم الأَوامر التي أَخذوا العهد عليهم بالإتيان بها، وأنهم لم يأتمررا بها. ونقضوا الميثاق الذى واثقهم به.

وهنا، ذكَّرهم بأهم المنهيات، التى أخذ الميثاق عليهم في التوراة: بأَن ينتهوا عنها، فلم ينتهوا. على سياق الالتفاف إلى الخطاب الذي ختمت به الآية السابقة. فإن الميثاق بذلك - وإن كان على أسلافهم- غير أن المعاصرين منهم للدعودة الإِسلامية. يزعمون تمسكهم بالتوراة، وأنهم عاملون بها. فلذا خوطبوا بأنهم خالفوا ما أخذ عليهم فيها من المواثيق كما صنع أسلافهم. وذلك لإلزامهم بما يزعمون تمسكهم به.

وقدم توبيخهم على ترك امتثال الأوامر، على التوبيخ على عدم اجتناب النهيات؛

لأَن الأوامر هي الاصل فى التكاليف الشرعية. كل نهى عن فعل، أمر بضده. فالنهي عن

الزنى، أمر بالعفة، وهكذا، فالأَمر هو الأساس. والنهي تابع له.

٨٤ - ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾

أخذ الله عليهم الميثاق بأ إلاَّ يسفك بعضهم دم بعض.: عبر عنه بقوله:

﴿لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ﴾: إشعار بأن دم كل فرد من أفراد الأُمة، كأنه دم الآخر. فإذا سفكه فكأنه سفك دم نفسه.

وكذلك واثقهم ألا يخرج بعضهم بعضا من ديارهم، كما بينه بقوله: ﴿وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ﴾: يدخل فى معنى الإِخراج من الديار المنهى عنه: أن يتصدى الرجل لايذاء جاره، حتى يلجئه إِلى الخروج من داره.

<<  <  ج:
ص:  >  >>