للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والذين آمنوا باللهِ ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وأَقاموا بمكة فلم يهاجروا إِلى المدينة ولم يلحقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليشتركوا مع المؤمنين المهاجرين والأَنصار في نصر الدين وحرب الكافرين ما لكم شيء من توليهم، فلا إِرث بينكم وبينهم - أَيها المهاجرون والأَنصار - وإِن كان بينكم وبينهم قرابة حتى يهاجروا، والحكمة في عدم التوارث بينهم مع قرابتهم. إِيثار المؤاخاة التي تمت بين المهاجرين والأَنصار عليها, لما كان لها من أَثر بعيد في عز الإِسلام والمسلمين.

{وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ في الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ}:

المعنى: أَن المؤمنين الذين لم يهاجروا من أَهل مكة إِن استنصروكم في الدين يجب عليكم أَن تنصروهم على أَعدائهم، ما لم يستنصروكم على قوم من الكفار بينكم وبينهم معاهدة سلام، فلا تعينوهم حتى لا تنقضوا العهد الذي بينكم وبين الكفار، وهذا ما حدث في صلح الحديبية، فقد حافظ النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون على عهدهم معهم، وردوا من لجأَ إِليهم من المسلمين الذين كانوا بمكة قبل صلح الحديبية.

{وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}:

فلا تخالفوا أمره حتى لا يحل بكم عقابه.

٧٣ - {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ في الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}:

المعنى: والذين كفروا بالله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - بعضهم أَولياءُ بعض في الميراث، فلا يرثهم المسلمون، ولا يرثون المسلمين، كما أَنهم أولياءُ بعض في المؤازرة والنصرة, فلا تستعينوا بهم - أَيها المؤمنون - فإِنهم لا يوالونكم ولا يحبون الخير لكم، وإِنما يوالى بعضهم بعضا، فكونوا على حذر منهم.

{إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ في الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}:

أَي: إِلا تفعلوا ما أَمرتكم به من التناصر والتوارث والتواصل والتعاون، وقطع الصلات بينكم وبين الكفار حتى تجعلوا قرابتهم كلا قرابة، إِلا تفعلوا ذلك كله، تحصل

<<  <  ج: ص:  >  >>