للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حين يرون ما لم يكن في حسبانهم وتقديرهم وذلك قوله: ﴿يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ﴾. ولئلا يستعدوا لهم. وليعظم الاحتجاج عليهم باستيضاح الآية البيِّنة من قلتهم أَولا - وكثرتهم آخرًا.

﴿لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا﴾:

أَي قلل الله المؤمنين في نظر الكافرين أَولا ثم كثَّرهم عند اللقاءِ لِيُنَفِّذَ الله قضاءَه بهزيمة الكافرين ونصر المؤمنين، وقد كرَّر قوله تعالى: ﴿لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا﴾. لأَنَّ ما عَلَّل له أَوَّلًا هو اجتماعهم على غير ميعاد، وما عَلَّلَ له ثانيًا، هورؤية المؤمنين قلة في أَعين الكافرين أَولا وتكثيرهم ثانيًا، فاختلفت الجهتان فلزم التكرار.

والأَمر المفعول الذي قضاه الله هو أَن يَنْصر المؤمنين فكان ما قضى وحكم.

﴿وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾:

أَي وإلى الله - وحده - ترجع أُمور الناس لا إِلى غيره، فيدبرها كما يشاءُ ويحاسب عليها يوم القيامة حسبما يشاءُ.

ولما انتهى الحديث عن المدد المعنوىِّ الذي قوَّى به نفوسهم وقت التقاءِ الجمعين استعداد كلٍّ منهما للقتال أَخذ يعلّمهم فنون الحرب فقال جل شأْنه: