للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[التفسير]

٢٦ - ﴿وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ﴾:

ولله من في السموات والأرض من الملائكة والإنس والجن، ومَنْ عسى أن يكون بها من مخلوقات مكلفة عاقلة لا علم لنا بها، كل هؤُلاء لإرادته - تعالى - خاضعون، حيث يتصرف فيهم كما يشاء بمقتضى حكمته وتدبيره - جل وعلا -.

٢٧ - ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾:

والله هو الذي يبدأ الخلق من آن لآخر، ثم يعيده بالبعث بعد الموت، والإعادة أسهل من البداية إذا نظر إليها بمقاييس الناس، وإن كانت عند الله سواءً، لأَنه يقول للشيء: كن فيكون، ولله الوصف الأَعلى العظيم في السموات والأرض، يصفه به كل من فيهما دلالة أو نطقا، ولا يدانيه في كمال أوصافه أحد، وهو العزيز الذي لا يغلبه غالب، الحكيم في خلقة وتدبيره، أخرج الإِمام البخاري بسنده عن أبي هريرة عن النبي قال: "قال الله: كذَّبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني - وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد (١) ".


(١) انظر ابن كثير.