﴿بِنِعْمَتِ رَبِّكَ﴾: بسبب تفضل الله عليك بالنبوة وغيرها.
﴿بِكَاهِنٍ﴾ الكاهن: هو الذي يخبر بالغيب بضرب من الظن، والمشاهد أنه يستمد إخباره بالغيب عن الجن، وهذا عن الماضي، أما عن المستقبل فلا سبيل له إليه فقد استأثر الله بعلمه.
﴿نَتَرَبَّصُ﴾: ننتظر.
﴿رَيْبَ الْمَنُونِ﴾: حوادث الدهر ومصائبه. والمنون: هو الدهر، وقيل: هو الموت.
أي: فدم على التذكير بما أوحاه الله إليك ولا تبال بافتراءاتهم، فإن من أنعم الله عليه بالنبوة يستحيل أن يكون أحد هذين فضلا عن أن الرسول ﷺ كان قبل النبوة أعلاهم رأيًا، وأرجحهم عقلًا، وأبينهم حجة ومنطقًا منذ أن ترعرع وشب إلى أن بلغ الأشد، فما أبعد من كان هذا شأنه عن أن يكون كاهنًا أو مجنونًا، والكاهن يعتمد في إخباره عن الغيب على الجن وبضرب من الظن.
والراغب الأصفهاني في مفرداته خص الكاهن بمن يخبر بالأخبار الماضية الخفية، والعراف بمن يخبر بالأخبار المستقبلة، فضلا على أن الكهان كانوا عندهم من أكثرهم فطنة وهو ضد المجنون الذي لا يعقل، فكيف جمعوا بين هذين الوصفين المتناقضين في افترائهم على الرسول؟!.