والمعنى الإجمالي: فخر السحرة على وجوههم ساجدين لرب العالمين، إذ عرفوا أن العصا آية لموسى من ديان يوم الدين، وليست من قبيل سحر الساحرين، قالوا حين سجودهم: آمنا برب العالمين رب موسى وهرون، وبذلك الإيمان سقطت ربوبية فرعون من نفوسهم، واهتزت بين المشاهدين لهم.
﴿لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ﴾: وذلك بقطعه اليد اليمنى مع الرجل اليسرى أو العكس ﴿لَا ضَيْرَ﴾: لا ضرر. ﴿مُنْقَلِبُونَ﴾ راجعون.
﴿أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ﴾: لكوننا أول من آمن من أتباع فرعون.
أي: قال الجبار فرعون للسحرة بعد هزيمتهم، وقد رآهم يستجيبون لموسى ويخرون لله سجدًا - قال لهم حينئذ -: صدقتم بدين موسى لأجله، دون أن يصدر لكم بذلك إذن
(١) اللام في قوله: "فلسوف تعلمون" لام الابتداء دخلت على الخبر، وأصل الكلام من جهة المعنى: فلأنتم سوف تعلمون، وليست لام القسم: لأنها لا تدخل على المضارع المثبت إلا مع نون التوكيد، وقيل: إنها القسم، ولم يؤكد الفعل بالنون للفصل بينها وبينه بلفظ (سوف) وقيل غير ذلك: انظر الآلوسي.