تتجه السورة في نهايتها وبعد الذي ذكرته من دلائل التوحيد، ومظاهر النعم - تتجه إلى الأمر بالتقوى، وتجنح إلى العظة والتخويف من لقاء الله، فتوجه هذا النداء الذي تحس منه النفس المطمئنة معاني الإشفاق، ولمسات الرحمة والإحسان، وتعم به جميع المخلوقين مؤمنين ومشركين حتى تنقطع منهم الأعذار، ولا يبقى لأحد عتب ولا تعلَّة.
والمعنى: يأيها الناس آمنوا بالله ربًّا، واتقوه حق تقواه، فافعلوا أوامره، واجتنبوا نواهيه، وخافوا يومًا لا ينفع فيه مال ولا جاه، يوم القيامة الذي لا يغني والد عن ولده ولا يقضي عنه شيئًا، ولا مولود هو مغنٍ عن والده ولا قاضٍ عنه شيئًا، وكل