وهي مكية، وآياتها أربع وسميت بذلك لما فيها من التوحيد، ولذا سميت أيضا سورة الأساس، وسورة (قل هو الله أحد) وسورة التوحيد، وسورة الإيمان، ولها غير ذلك أسماء كثيرة
[مناسبتها لما قبلها]
قيل: -وهو الأولى-: إنها متصلة بسورة (قل يا أيها الكافرون) في المعنى فهما بمنزلة كلمة التوحيد في النفي والإثبات، ولهذا تسميان بالمقشقشتين، وقرن بينهما في القراءة في صلوات كثيرة، إلَّا أنه فصل بينهما بسورتين:(سورة النصر، وسورة المسد)، لما تقدم في موضعه، من أَن سورة النصر قرنت بسورة (الكافرون) لأَن سورة (الكافرون) تضمنت اختلاف دين الرسول ودين قريش، وسورة النصر تضمنت أن دينه ﵊ هو الغالب، وهو السائد والمنصور، وسورة المسد قرنت بسورة النصر، لأن سورة النصر تضمنت أن ثواب الطاعة حصول النصر والغلبة والاستعلاء في الدنيا، وسورة المسد بينت أن عاقبة العاصي الخسران في الدنيا فلهذا تلتها.
[مقاصد السورة]
السورة تضمنت نفى الشرك بجميع أنواعه، فقد نفى الله عن نفسه أنواع الكثرة والتعدد بقوله تعالى:(اللهُ أحَدٌ) ونفى عن نفسه جميع أنواع الاحتياج بقوله: (اللهُ الصَّمَدُ) ونفى عن نفسه المجانسة والمشابهة بقوله: (لَمْ يَلِدْ) ونفى عن نفسه الحدوث والأولية بقوله: (ولم يُولَدْ) ونفى عن نفسه الأنداد والأشباه بقوله: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) والسورة الكريمة تعلن التوحيد الخالص.
[سبب نزول السورة]
قال الإمام أحمد: إن المشركين قالوا للنبي ﷺ: انسب لنا ربك، فأنزل الله تعالى:"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" وعن ابن عباس قالت قريش: يا محمد صف لنا ربك الذي تدعونا إليه، فنزلت، وعنه أيضًا أن السائل اليهود.