وفي قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ إشارة إِلى أَن البعث جسمانى وروحاني معا. لا روحانى فقط كما يزعم بعض الفلاسفة. أو للتنبيه على أَنه ﵇ من الشهداء (١).
وقيل إن المراد بالسلام هنا التحية المتعارفة. قال ابن عطية: إن هذا هو الأظهر، والتشريف بها لكونها من الله تعالى في المواطن التي يكون فيها الجد في غاية الضعف والحاجة والفقر إلى الله ﷿.
ذلك. ومما يعد من اللطائف النبوية ما رواه الطبرى وابن كثير عن الحسن قال: إن يحيى وعيسى ﵉ الْتَقَيَا - وهما ابنا الخالة - فقال يحيى لعيسى: استغفر لي أَنت خير مني. فقال له عيسى: بل أَنت خير مني. سلمت على نفسى وسلم الله عليك …
﴿انْتَبَذَتْ﴾: اعتزلت وانفردت. ﴿رُوحَنَا﴾: جبريل ﵇، سماه تعالى روحًا، لأَن الدين يحيا بالوحى الذي ينزل به. ﴿فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا﴾: فتصور لها إنسانًا مُسْتَوِىَ الخلق كامل البنية. ﴿أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ﴾: أتحصن بالرحمن منك وألتجئُ إليه.
(١) فقد اشتهر أنه هو وأبوه زكريا ﵉ ممن قتلهم اليهود. قاتلهم الله. وقد ذكر قتلهم للأنبياء في كثير من أي الذكر الحكيم … بل زعموا أنهم قتلوا المسيح عيسى بن مريم ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ﴾ سورة النساء: ١٥٧.