للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سورة الملك]

مكية وآياتها ثلاثون آية

[مقاصدها]

تتضمن هذه السورة تنزيه الله الذي في قدرته الملك وهو على كل شيءٍ قدير، كما تصفه بأنه - سبحانه - خلق الموت والحياة ليختبرهم ويجزيهم على أَعمالهم، إِن خيرًا فخير وإِن شرًّا فشر، وتصفه بأَنه خلق سبع سموات طباقًا لا عيب فيها، وأَنه زين السماءَ الأُولى بمصابيح وهي النجوم، وتوعدت السورة الذين كفروا بربهم بعذاب جهنم، وتصف حالهم فيها واعترافهم بخطئهم في الكفر، وتعقب ذلك ببيان حسن المصير للمتقين، وأَنه - تعالى - يعلم أَعمال عباده خفية كانت أَو علنية، وأَنه ذلَّل الأَرض ومدَّها لكي تتيسر لهم الأَرزاق يسيرهم فيها طلبًا للرزق، وحذرت الكفار من أَن يخسف الله بهم الأَرض، أَو يرسل عليهم ريحًا ترميهم بالحصباءِ، ووجهت نظرهم إِلى أَنه - تعالى - سَهَّل للطير أَسباب الطيران في الجو، ولولا ذلك ما استطاعت، وأَنه تعالى لو أَمسك رزقه عن الناس فلا رازق لهم سواه، وبينت أَنه - سبحانه - خلقهم ومنَّ عليهم بالسمع والأَبصار والقلوب، وأَنه خلقهم في الأَرض وإِليه البعث والنشور بعد الموت، وبينت أَن الكفار يسأَلون رسولهم عن موعد هذا البعث وأَنه - تعالى - أَمر رسوله بإِبلاغهم أَن علم ذلك عند الله وحده، وذكرت أَنه لو أَهلك النبي ومن معه كما تمني الكفار، أَو رحِمهم بالإِبقاءِ فمن الذي يجير الكافرين من عذاب أَليم ينتظرهم يوم القيامة لكفرهم، وبينت أَنه - سبحانه هو الرحمن لمن آمن به، وهو الذي يجيرهم من عذاب أليم، وأَن الماءَ لو أَذهبه الله من الآبار فمن الذي يأتيهم بماء معين سواه، ومن كان هذا شأنه في ملكه فلا بد من الإِيمان به.

[صلة هذه السورة بما قلبها]

لما ضرب الله مثلا للكفار في آخر السورة التي قبلها بامرأَة نوح وامرأَة لوط الكافرتين، وأَنه لم يشفع لهما كونهما زوجتيين لرسولين، وضرب مثلا للمؤْمنين بآسية امرأَة فرعون،