﴿كَلِمَةُ الْعَذَابِ﴾: إشارة إلى نحو قوله - تعالى -: ﴿لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ (١) وقوله تعالى: ﴿لَهُمْ غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ﴾ أي: طبقات قد أعد بناؤها قبل يوم القيامة.
﴿تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ أي: مبنية على صورة يتأتى معها جرى الأنهار من تحتها لتكمل المتعة بها.
بيان لأحوال أضداد السابقين على طريق الإجمال. وهؤُلاء هم عبدة الطاغوت ومتبعو كهنتها. والآية كما قيل: نزلت في أبي جهل وأضرابه وكان النبي ﷺ يحرص كل الحرص على إيمانهم، وأعلمه الله أن من سبقت له الشقاوة، وحق عليه القضاء بأنه من أهل النار، لا يستطيع ﷺ أن ينقذه منها ويجعله مؤمنا.
والمعنى: أأنت مالك أمر الناس فمن حق عليه كلمة العذاب فأنت تنقذه؟ أَي: لا يستطيع أحد أن ينقذ من أضله الله، وسبق في علمه أنه من أهل النار، لسوء اختياره؛ لأنه لا يقدر على الإنفاذ إلا المالك القادر، والهمزة للإنكار. أي: النفي.