وقد عرفنا من الآية الكريمة، أَن الأَعمال تابعة لحالة القلوب ودرجات الإيمان، فإن كان الإيمان واهنا، والقلب مريضا، كانت الأَعمال منحرفة عن سواءِ السبيل، وإن كان الإيمان والقلب في عافية وسلامة، كانت الأَعمال في طريق الاستقامة، وكل إناءٍ ينضح بما فيه.
قل لهم أيها الرسول: لا تعتذروا فليس لكم عذر صحيح حتى نستمع إليه ونتقبله منكم لن نصدِّق معاذيركم الكاذبة، لأَن الله قد أَعلمنا بالوحي بعض أخباركم المنافية للصدق مما باشرتموه من الشّرِّ والفساد، وأَضمرتموه في أَنفسكم من الأكاذيب، فلن نخدع بعد ذلك بأَعذاركم.
﴿وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ﴾:
هذه الجملة يحتمل أَن تكون حثا لهم على التوبة، والمعنى على هذا: وسيعلم الله ما سيقع منكم في المستقبل من توبة أَو إصرار، ويسجله لكم عند وقوعه ويجزيكم عليه، والمقصود أَن حالهم سينكشف في المستقبل، وسيعاملون بمقتضاه: إِن خيرًا فخيرٌ وإِن شرًا فشرٌّ.