والمعنى الإجمالي للآية: إن فرعون علا بجبروته في أرض مصر وجعل أهلها فرقا، فأما من كان من أهل مصر، فقد استظهر بهم واستعان على ظلمه وجبروته، ولم يمس ذكورهم ولا إناثهم بسوء، وأما بنو إسرائيل فإنه كان يذبح صغار الذكور من مواليدهم خوفا منهم، ويستبقى إناثهم لخدمة أهل مصر، ولأنه كان لا يتوقع الشر من جهتهن، إنه كان من المفسدين الراسخين في الفساد، لاجترائه على قتل من لا جريرة له بناءً على رأى فاسد، فإن قتلهم لا يغير من قضاء الله إن جعل هلاكه على يد أحدهم، فإنه لا ينفعه حذره من قدره.
بين الله في الآية السابقة أن فرعون تجبر في الأرض، ولم يكن عادلًا في حكم مملكته، إذ أنه جعل بعض أهلها سادة وهم أهل مصر الأصليون، وجعل بعضا آخر من ساكنيها عبيدًا مسخرين هم بنو إسرائيل، وكان يذبح المواليد من أبنائهم الذكور خوفا على نفسه منهم، ويستبقى إناثهم أحياءً لخدمتهم وجاء بهاتين الآيتين لبيان الحكمة في إرسال موسى ﵇