ومن علامات ربوبيته وأُلوهيته - تعالى أنه خلقكم يا بني آدم من تراب ضمن خلق أَبيكم آدم منه، أو أنه خلقكم من نطف تولدت من أغذية أصلها ومادتها التراب، ثم إذا أنتم أُناس عقلاء تنتشرون عن طريق التوالد، أو الهجرة في أنحاء الأرض بعد أن بدأ خَلْقكم بآدم ثم من بعده حواء، وجعلكم تستنبطون خيراتها الظاهرة والباطنة بما وهبكم من القوى العملية والجسدية، وعلمكم من شئون الكون ما لم تكونوا تعلمون، فسبحان من خلقكم ونشركم وأقدركم على عمارة أرضه وجعل لكم من أنفسكم آيات على ربوبيته ووحدانيته.
اختلف العلماء في تفسير خلق الأزواج من أنفس البشر، وكثير منهم فسره بأنهن خُلِقْنَ من ضلع آدم تبعًا لحواء أُمهن.
وقد ورد حيث صحيح عن النبي ﷺ يحتمل هذا المعنى، فقد روى الإمام البخاري بسنده عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره، واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضِلع، وإن أَعوج شيء في الضِلَع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا".