للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (٤٣) قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (٤٤)

[المفردات]

﴿عِجَافٌ﴾: جمع عجفاء على غير قياس (١) والعجفاء الهزيلة. ﴿الْمَلَأُ﴾: الأشراف والمراد بهم هنا الكهان والحكماء. ﴿أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ﴾: فسروها لى وبينوا عاقبتها.

﴿أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ﴾: أخلاط أحلام لا تؤول، والأضغاث جمع ضغث، يقال لكل مختلط من يقل أو حشيش أَو غيرهما، وقد استعير للرؤيا الغامضة لفظ الأضغاث، لأنها أخلاط من أَحاديث العقل الباطن وخيالاته ومخاوفه وآلامه وآماله.

[التفسير]

٤٣ - ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ﴾:

بعد أن عبر يوسف الرؤيين وتحقق تأويله لهما، حيث قتل الخباز وصلب، وأَخرج الساقي من السجن وأعيد إلى خدمة الملك، بقى يوسف في السجن، ونسى الساقي أمره، فساق الله سببا يخرج به يوسف من السجن عزيزا كريما، وذلك أن ملك مصر رأى في منامه رؤيا أَزعجته، فجمع كبار الكهنة والحكماء في مملكته وقال لهم مستحضرًا للصورة التي شاهدها في منامه: إِني أرى سبع بقرات سمان، يأكلهن سبع بقرات في غاية الهزال، وأرى سبع سنبلات حضر قد امتلأت بالحب ولم تجف بعد،


(١) القياس أن تجمع على عجف كحمراء وحمر.